أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور محمد حرز : حق الرحم

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الرحم ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 1 شوال 1444هـ ، الموافق 21 أبريل 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 أبريل 2023م بصيغة word بعنوان : حق الرحم ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 أبريل 2023م بصيغة pdf بعنوان : حق الرحم ، للدكتور محمد حرز.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 21 أبريل 2023م بعنوان : حق الرحم.

 

أولًا: الله الله في صلة الأرحام

ثانيــــًا : احذر ياقاطع الرحم

ثالثًا وأخيرًا: انتهى رمضان

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 أبريل 2023م بعنوان : حق الرحم : كما يلي:

حق الرحم للدكتور محمد حرز ، بتاريخ1شوال 1444هـ، الموافق 21 أبريل 2023م

الحمدُ لله خَالقِ الأنَام، المحمود سبحانه أبدًا على الدَّوام، حثَّ المُؤمنين على المحبَّة والوئام، ونَدَبهم إلى التزاوُر وصِلة الأرحام، وحذَّرهم من التَّدابر والقطيعة والخِصام، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ البشيرُ النذير، السراجُ المنير، خيرُ الأنبياءِ مقامًا، وأحسنُ الأنبياءِ كلامًا، الداعِي إلى خيرِ الأقوالِ وأحسنِ الأفعالِ، أرسلَهُ ربُّه والناسُ صنفانِ مغضوبٌ عليهم جفاةٌ وضالون غلاة،  فجاءَ بالدينِ الوسطِ وحذرَ مِن الزيغِ والشططِ وتركنَا على المحجةِ البيضاءِ ليلُهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنهَا إلَّا هالكٌ ولا يتمسَّكُ بها إلَّا كلُّ مُفلحٍ راشدٍ .فاللهُمّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ عليهِ وعلى ألهِ وصحبهِ وكلِّ مَن سارَ على نهجهِ واقتفَي أثرَهُ إلى يومِ الدينِ أمَّا بعدُ: فأوصيكُم ونفسِي بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [سورة  أل عمران (102).

أيُّها السادةُ:( حق الرحم ))عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتنا

أولًا: الله الله في صلة الأرحام

ثانيــــًا : احذر ياقاطع الرحم

ثالثًا وأخيرًا: انتهى رمضان

أيُّها السادةُ: بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن حق الرحم وخاصة ونحن في يوم العيد يوم صلة الأرحام التي قطعنها وتشتكي حالها إلى الكبير المتعال وخاصة وقطع الأرحام أصبحت وبكل آسف آفة من آفات العصر ومدخل كبير من مداخل الشيطان وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا تجدُ الرجلَ لا يعرفُ أقاربَهُ ولا أرحامَهُ، بل تسمعُ عن العجبِ العجابِ أنْ يمنعَ الرجلُ أولادَهُ مِن زيارةِ أقاربِهِ وأرحامِهِ، وكأنَّ الأبَّ هو الذي يدعُو أولادَهُ إلى قطعِ الأرحامِ، في الوقتِ الذي حثَّنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم على معرفةِ الأنسابِ ومعرفةِ الأقاربِ لنصلَ بها الأرحامَ المهجورةَ والمقطوعةَ، وما أكثرُهَا في هذه الأيامِ التي تدابرَ وتخاصمَ فيها المسلمون إلّا ما رحمَ اللهُ جلَّ وعلا مع أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم قالَ كمَا في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ) رواه الترمذي. ولله در القائل

لا خير في قربى بِغَيرِ مَودَّةٍ *** ولرب منتفع بودّ أباعد

وإذا القرابة أقبلت بِمَودةٍ *** فاشدد لها كفّ القَبُولِ بِسَاعد

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: الله الله في صلة الأرحام

أيُّها السادةُ: إن صلة الرحم من أوجب الواجبات، وأعظم الطاعات وأفضل القربات، وأجلِّ العبادات وخير الأعمال الصالحات، وهي في أبسط معانيها، وأوضح معالمها: إيصال النفع والخير لذوي القربى، ودفع الشر والأذى عنهم ،و هي الإحسانُ إلى الأقاربِ على حسبِ حالِ الواصلِ والموصولِ فتارةً تكونُ بالمالِ وتارةً تكونُ بالخدمةِ وتارةً تكونُ بالزيارةِ وتارةً تكونُ بالسلامِ وتارةً تكونُ عن طريقِ التليفونِ وغيرِ ذلك. وصلة الأرحام: هي الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار، والعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم، وإن تعدوا وأساؤوا وكيف لا ؟ ومن مقاصد الإسلام العالية، وركائزه العظام السامية، نشرُ المحبة والألفة بين العباد، ونبذ التخاصم والتدابر والأحقاد، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103].وقال تعالى واصفًا حالَ المؤمنين السابقين: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. وفي الصحيحين من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)) وكيف لا ؟ ولقد اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة، وأن قطيعتها محرمة، ولو كان الموصول كافرًا، ففي صحيح مسلم عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ،قَالَتْ: “قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، صِلِي أمَّكِ”

وكيف لا ؟ ولقد رتَّبَ اللهُ تعالى على صلةِ الأرحامِ أجوراً عظيمةً، ومكاسبَ كبيرةً في الدنيا والآخرةِ، فالقيامُ بحقوقِ الأقاربِ من أعظمِ ما يقرِّبُكُم إلى اللهِ تعالى، ويوصِلُكم إلى رحمتِه وفضلِه وواسعِ مَنِّه وكرَمِه، لذا أمرنا الله في القرآن مرارًا وتكريرًا فقال الله جل وعلا: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) ، وقال جل وعلا: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ) ؛أي: اتقوا الأرحامَ أن تقطعُوها. وقال جل وعلا ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ﴾ [الرعد: 21]   بل لقـد قرنَ اللهَ الأمرَ بالإحسانِ إلى الأقاربِ والأرحامِ بالأمرِ بتوحـيدهِ وطاعتهِ جلَّ في علاه، فقالَ عـزَّ وجـلَّ (وَاعْـبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْـرِكُوا بِهِ شَـيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْـسَانًا وَبِذِي الْقُـرْبَى ) [النساء/36]. بل صلة الأرحام ياسادة علامة من علامات كمال الإيمان، وخَصلة من خصال أهل الورع والإحسان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت)). بل صلةُ الأرحامِ من  أعظم الأسباب الموجبة لدخول الجنان، والوقاية من النيران قالَ ربُّنَا( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) ما جزاؤُهُم وما هو ثوابُهُم ( أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)جنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) و َعنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ مَا لَهُ مَا لَهُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَبٌ مَا لَهُ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ) متفق عليه، وفي حديثِ عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ -رضي اللهُ عنه- أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قال أوَّلَ مقامٍ بالمدينة: أيُّها الناسُ: أفشُوا السلامَ، وأطعِمُوا الطعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصلُّوا بالليلِ والناسُ نِيامٌ؛ تدخُلُوا الجنةَ بسلامٍ(( رواه البخاري. فصلةُ الأرحامِ سببٌ مِن أسبابِ دخولِ الجنةِ، ياربّ اجعلنَا مِن أهلِ الجنةِ وكيف لا؟ وصلةُ الأرحامِ تزيدُ العمرَ ففي الصحيحين مِن حديثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) رواه البخاري وفي لفظٍ لعلىٍّ  رضي اللهُ عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَيُوَسَّعَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةُ السُّوءِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ))وكيف لا؟ وصلةُ الأرحامِ تعمرُ الديارَ فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ) رواه أحمد.ليس هذا فحسب بل صلةُ الأرحامِ  سببٌ مِن أسبابِ إرضاءِ اللهِ ومَن رضي اللهُ عنه فقد فازَ بخيرِ الدنيا والآخرةِ .ففي الصحيحين مِن حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } وفي حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى أَنَا اللَّهُ وَأَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ ) رواه الترمذي.ليس هذا فحسب بل صلةُ الأرحامِ تغفرُ الذنوبَ والمعاصي والآثامَ فعن ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ قَالَ لَا قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَبِرَّهَا) رواه الترمذي.لذا كانت الصدقةُ على القريبِ أفضلَ مِن الصدقةِ على غيرهِ لقولِ النبيِّ المختارِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ( الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ ) رواه الترمذي بل كفي بصلةِ الأرحامِ شرفًا وفضلًا أنَّها صفةُ سيدِ الواصلين ورحمةِ اللهِ للعالمين صلَّى اللهُ عليه وسلم فلقد قالتْ له خديجةُ رضي اللهُ عنها عندما رجعَ إليها مِن غارِ حراء يرجفُ فؤادُهُ قالتْ له خَدِيجَةُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَ اللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ) متفق عليه

بل ويجب التنبيه هنا أيها الأخيار إلى أن صلة الرحم لا تكون على سبيل المقابلة والمكافأة؛ فلا يجوز للمسلم أن يصل رحمه فلانًا لأنه يصله ثم يقطعه إذا قطعه فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال قال النَّبِيٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا) رواه البخاري بل هذا رجلٌ جاءَ يشكُوا أقاربَهُ إلى النبيِّ المختارِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يحسنُ إليهِم ويسيئونَ إليهِ فماذَا قالَ لهُ النبيُّ المختارُ صلَّى اللهُ عليه وسلم اسمع فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إلى وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ على  فَقَالَ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) رواه مسلم فكمْ مِن أرحامٍ قطعنَاهَا؟ وكمْ مِن أرحامٍ يحسنونَ إلينَا ونحنُ نسيءُ لهم ويصلونَنَا ونقطعُهُم أليسَ كذلك أيها الأخيار؟ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ فراجع نفسك مع أرحامك قبل فوات الآوان !!!!

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيــــًا : احذر ياقاطع الرحم

أيها السادة: قطيعةُ الأرحامِ مِن الأمورِ التي تفشتْ في المجتمعاتِ المسلمةِ إلّا ما رحمَ اللهُ، وخاصةً في هذا العصرِ، وخاصةً وأنَّ بنيانَ المسلمين قد تصدعَ، وأنَّ أرحامَ  المسلمين قد قطعتْ، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ. وقطيعةُ الرَّحِم شُؤمٌ في الدنيا ونكَدٌ، وشرٌّ وحرجٌ، وضيقٌ في الصدر، وبُغضٌ في قلوب الخلق، وكراهةٌ في القُربَى، وتعاسةٌ في أمورِ الحياة، وتعرُّضٌ لغضبِ اللهِ وطردِه. لذا شددَ الإسلامُ أشدَّ التشديدِ على كلِّ مَن يقعُ في هذه الجريمةِ الشنعاءِ البشعةِ، فمَن قطعَ رحمَهُ قطعَهُ اللهُ جلَّ وعلا، وقاطعُ الرحمِ مطرودٌ مِن رحمةِ الرحمن جل جلاله، يارب سلم كمَا قالَ جلَّ وعلَا { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) } بل اعلمْ يا مَن تقطعُ الرحمَ انَّك لن  تدخلَ الجنةَ لحديثِ سيدِ الأنامِ صلَّى اللهُ عليه وسلم (( قَالَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ ))، صلةُ الأرحامِ يا مسلمون التي قُطعتْ بسببِ المواريثِ بسببِ المواسمِ بسببِ الزواجِ بسببِ الطلاقِ بسببِ الخلافاتِ؟ صلةُ الأرحامِ يا مسلمون تشتكِي حالَهَا إلى الكبيرِ المتعالِ؟  صلةُ الأرحامِ يا مسلمون التي قال اللهُ لها أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ))واعلم يا مَن تقطعُ الرحمَ أنَّ اللهَ يعجلُ لك العقوبةَ في الدنيا مع ما يدخرُهُ لك في الآخرةِ فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ:  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تعالى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ) رواه أبو داود

بل قاطعُ الرحمِ لا يقبلُ اللهُ منه عملَهُ يومَ القيامةِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ) رواه أحمد، سلمْ ياربِّ سلمْ، كمْ مِن أرحامٍ قُطعتْ؟ فمِن الناسِ لا يعرفُ أرحامَهُ ولا أقاربَهُ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ ولا يجوزُ للزوجِ أنْ يمنعَ زوجتَهُ مِن صلةِ رحمِهَا إلّا لعذرٍ شرعيٍّ بأنْ يتغيرَ حالُهَا بالذهابِ إلى أمِهَا ,فانتبهْ يا قاطعَ الرحمِ أنت على خطرٍ عظيمٍ أنت على طريقِ الهلاكِ في الدنيا والآخرةِ، فأيُّ عاقلٍ يريدُ لنفسهِ أنْ يجنِي هذا الحصادَ المرَّ  فانتبهْ ولا تكنْ مِن الغافلين ولا تكنْ مِن الذين لا يعرفون أقاربَهُم إلَّا بعدَ مماتِهِم فكمْ مِن قريبٍ يموتُ جوعًا وله قريبٌ يتقلبُ في النعيمِ ليلًا ونهارًا ,وكم مِن قريبٍ يقعُ في مأزقٍ ويحتاجُ إلى مساعدةٍ وله قريبٌ لا يساعدُهُ ,وكم مِن قريبٍ يريدُ أنْ يبني بيتًا وله قريبٌ يستطعُ أنْ يساعدَهُ ويرفضُ ؟ وكم مِن قريبٍ له بنتٌ يريدُ أنْ يجهزَهَا وله قريبٌ يستطعُ أنْ يساعدَهُ ويرفضُ وينفقون أموالَهُم على شهواتِهِم الحقيرةِ ؟ فأين رحمةُ الإسلامِ يا سادة ؟ أين صلةُ الأرحامِ يا سادة ؟فإياكَ  وقطعَ الأرحامِ، فقطيعةُ الرحمِ  :تؤدِّي إلى العداوةِ المتوارثةِ بين الأجيالِ وتؤدِّي إلى تمزيقِ الشملِ وتفتتِ وحدةِ المجتمعِ وتؤدِّي إلى الحرمانِ مِن المغفرةِ والحرمانِ مِن الجنةِ قال ابنُ القيمِ -رحمَهُ اللهُ-: وَلَيْسَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ تَرْكُ الْقَرَابَةِ تَهْلَكُ جُوعًا، وَعَطَشًا، وَعُرْيًا، وَقَرِيبُهُ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ مَالًا، وإن من أهم أسباب قطيعة الرحم ضعف الإيمان في قلوبنا والانشغال بالدنيا وملهياتها، وعدم قبول الأعذار وعدم الصفح عند الإساءة، ولقد ضرب لنا يوسف -عليه السلام- أروع الأمثلة بالعفو عن إخوانه الذين جافوه وعادوه؛ فقد قال سبحانه على لسان يوسف -عليه السلام-: (قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّـهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ).

أيُّها الأحبة في الله، دعونا ننظر في حالنا مع أرحامنا، هل قمنا بما يجب علينا من صلة؟ هل قمنا بما يجب لهم من محبةٍ، وتكريمٍ واحترام؟ هل شرحنا الصدور عند لقائهم؟ هل عدناهم في مرضهم؟ هل بذلنا ما يجب بذله لهم من نفقة وسداد حاجة؟ وهل كنا لهم خير معين في حاجتهم؟ أيها الكرام، دعونا منذ هذه اللحظة إن كان بيننا وبين أحد أرحامنا خلاف أو هجران فلنبادر بصلته والعفو عنه، ولنتذكر قول ربنا في محكم التنزيل: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)) فلنقِ الله -تعالى-ولنصل ما أمر الله به أن يوصل من حقوقه وحقوق عباده، ولنصل أرحامنا قبل فوات الأوان لأنك لا تدري يا مسكين إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر .

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم. الخطبةُ الثانية الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ولا عدوانَ إلَّا على الظالمين والعاقبةُ للمتقين، الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وبعدُ…..

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا وأخيرًا: انتهى رمضان

أيها السادة: انتهى شهر رمضان  فكم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت !!أيا عبد الله يا من عدت إلى ذنوبك و معاصيك و غفلتك : تمهل قليلا ، تفكر قليلا: كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها . كيف تعود إلى المعاصي؟ وربما محاها الله من صحيفتك, يا عبد الله أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟ أيبيض الله صحيفتك من الأوزار وأنت تسودها مرة أخرى ؟ يا عبد الله : آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها . آه لو تدري أي بلاء نزل بك ، لقد استبدلت بالقرب بعدًا، و بالحب بغضًا . يا عبد الله إياك أن تكون كالتي قضت غزالها من بعد قوة انكاثًا . فلا تهدم ما بنيت ، لا تسود ما بيضت ، لا ترجع إلى الغفلة و المعصية فو الله أنك لا تضر إلا نفسك .

أيها السادة : في يوم العيد  يصرخ إبليس صرخة, ويرن رنة تجتمع لها الأبالسة فيقولون يا سيدنا من أغضبك؟ فيقول لهم: إن الله قد غفر لأمة محمد في يوم العيد فعليكم أن تشغلهم بالشهوات واللذات والمعاصي والآثام .

في يوم العيد انطلق الشيطان من سجنه وبدأت المعركة من جديد, وبدأت الحرب من جديد حرب شعواء بكل قوة وسلاح لا يكل فيها الشيطان ولا يمل ولا يهدأ فيها الشيطان ولا ينام مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالى: ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا )(سورة الأسراء:64) فتصلح بطاعة الرحمن بالبعد عن المعاصي والآثام  حتى ينهزم الشيطان .

أيها السادة : انتهى رمضان وكنا بالأمس القريب نتلقى التهاني بقدومه ، ونسأل الله بلوغه، واليوم نتلقى التعازي برحيله، ونسأله الله قبوله ، فسبحان مُصرفِ الشهور والأعوام، سبحان مدبر الليالي والأيام، سبحان من  كتب الفناء والموت على جميع خلقه وهو الحي الباقي الذي لا يموت﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ (الرحمن: 26،27 ).

فو الله إن قلوب الصالحين إلى هذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن،  فو الله إن في قلوب الصالحين لوعة، وفي نفوس الأبرار حرقة، وكيف لا؟ وأبواب الجنان ستغلق، وأبواب النيران ستفتح، و مردة الجن ستنطلق.. وداعًا يا شهر رمضان ..وداعًا يا شهر القرآن.. وداعًا يا شهر القيام.. وداعا يا شهر الإحسان  وداعا  يا شهر الجود و الإكرام .. وداعا يا شهر العتق من النيران

أيا رمضانُ: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. فالله الله في رمضان ونفحاته ,الله الله في رمضان ورحماته ,الله الله في رمضان ومغفرة الذنوب, الله الله في العتق من النيران.

أيها السادة : انتهي شهر رمضان ربح فيه من ربح, و خسر فيه من خسر, و قبل فيه من قبل ,و طرد فيه من طرد فيا ليت شعري من المقبول منا فنهنئه ,وياليت شعري من المطرود منا فنعزيه  !!

فيا عيني جودي بالدمع من أسف ***على فراق ليال ذات أنوار

على ليال لشهر الصوم ما جُعلت*** إلا لتمحيص آثام وأوزار

ما كان أحسننا والشمل مجتمع*** منا المصلى ومنا القانت القارئ

 فهنيئًا لمن سابق فسبق !هنيئًا لمن تاب وأناب وقُبل ؟هنيئًا لمن أحب الله فأحبه الله ! هنيئًا لمن استغفر فغفر له ؟ أيها المقبول تهانينا تهانيا , أيها المطرود تعزينا تعزينا!!أيها المقبول تهانينا .. تهانيناأيها المقبول، تهانينا؛ ولكن لا تفرح بعملك؛ فالله يستحق منك أكثر من ذلك.أيها المقبول، تهانينا تهانينا؛ ولكن هل لو مت الآن ستجد الله راضيًا عنك.أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن سل نفسك: هل عملي يبلغني أعلى الجنان أو يكفي لمجرد نجاتي من النار؟. أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن هل أنت حزين بانتهاء الشهر أم فرحان؟.أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن سل نفسك: هل أنا بعد رمضان مقبلٌ على الدنيا بقلبي وعقلي أو أن الآخرة مازالت أكبرَ همي؟ أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن احذر أن ينتهي الصيام بانتهاء رمضان.أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن السعيد من استعد ليوم الوعيد. أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن احذر أن يقال لك: تعازينا

أيها المطرود تعازينا تعازينا لكن لا تيأس فإن لك ربًا كريم يغفر الذنوب ويستر العيوب من تقرب إليه شبرًا تقرب  إليه ذراعا ,ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا, ومن آتاه يمشي آتاه مهرولاً !!!أيها المحروم، تعازينا؛ تعازينا ولكن إن كان قد ضاع منك رمضان؛ فإن الله الحيَّ باقٍ لا يموت أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن قل: قَدَّرَ الله وما شاءَ فعل، وتعلَّم من أخطائك حتى تتقدم بعد ذلك. أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن لا تيأس؛ فإنه (لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)(يوسف: 87) أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن أبشر بجنةٍ عرضها السموات والأرض إن استقمت وعُدْتَ إلى الله. أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن انتظر أن نقول لك: تهانينا. تهانينا

أيها السادة : إن كان رمضان قد انقضى فبين أيديكم مواسم تتكرر ,كالصلوات الخمس من أجل الأعمال ، وأعظم القربات وأول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة  إن صلحت صلح العمل كله وإن فسدت فسد العمل كله ,ولئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال فعنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) رواه مسلم ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة : ( كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا كما قال النبي المختار إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا  فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فقَالَ لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَصلى بالليل  وَالنَّاسُ نِيَامٌ )رواه الترمذي

 ولئن انتهت زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة ، والصدقة على  اليتامى والمساكين فابحث عن اليتامى واكفلهم،  فكافل اليتيم جار للنبي العدنان في الجنة فأي فضل بعد هذا الفضل ؟وأي شرف بعد هذا الشرف؟ وأي منزلة بعد هذه المنزلة  ؟أنها مجاورة النبي العدنان في الجنة فيا سعادة من كان رفيقًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنة ويا سعد من كان جارًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنة ويا تعاسة من أبعد عن مرافقة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنة  ألم تقرأ قول الحق تبارك وتعالى( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ } ال عمران (185) وعَنْ سَهْلٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا) رواه البخاري

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.        كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »